-     -  
           
2012-08-10 05:22
السلفيون في رمضان اجتهاد واعتكاف وسماع دروس العلم
ينأون بأنفسهم عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات ويفضلون البرامج الإخبارية
السلفيون في رمضان اجتهاد واعتكاف وسماع دروس العلم


يستقبل السلفيون شهر رمضان الكريم بمقاطعة الحياة العامة ليواصلوا العبادات في هذا الشهر الفضيل، فهم أكثر التيارات الإسلامية إقبالاً على المساجد، بلا فرق بين رجل أو امرأة.

ويقول محمد حافظ، أحد شباب السلفيين، الطالب في نهائي طب: "أنتظر رمضان من العام للعام، فهو أسعد الشهور لدى جميع المسلمين، وربما لدى المسيحيين العرب أيضاً، فالكل يشعر ببركة الشهر الفضيل".

ويضيف حافظ لصحيفة "المصرى اليوم": "يومي في رمضان، خاصة وقت الإجازة، يبدأ مع أذان الظهر، أنزل للصلاة بالمسجد، ثم أنضم لمجلس قراءة القرآن، ما بين جزأين إلى ثلاثة أجزاء، حتى يؤذن العصر فأصلى العصر وأعود إلى منزلي، أخلد للنوم ثم أستيقظ قبل أذان المغرب بساعة، حيث أجلس على الإنترنت لمتابعة الأخبار وفيسبوك، لأن هذه الفترة مرهقة جداً مع الصيام والحر".

وحين يؤذن المغرب يفطر حافظ على التمر بالحليب، ثم يذهب للمسجد لصلاة المغرب، بعدها يعود لإكمال الإفطار مع الأسرة، ثم يعود للمسجد لصلاة العشاء والتراويح حتى الحادية عشرة، ثم للمنزل لمتابعة الأخبار على النت، وقد يستبدل ذلك بزيارة الأقارب والجيران، وبعدها يعود للمسجد لصلاة التهجد، حتى الثانية صباحاً، وبعدها يعود للتسحّر مع أسرته، ومن ثم الرجوع إلى المسجد لصلاة الفجر.

وبين صلوات النهار يوفر حافظ وأقرانه السلفيون أوقاتاً لتوزيع شنط رمضان ووجبات الطعام على الفقراء، أو ينظمون إفطارات جماعية، فحافظ عضو في جمعية "الحقوق والإصلاح" السلفية الخيرية.
الاعتكاف نوعان
وفيما يخص الاعتكاف أوضح حافظ أن الاعتكاف نوعان: الأول جزئي، يقطعه المعتكف ليخرج يؤدي بعض أعماله، وكلي لا يخرج المشارك فيه منه حتى موعد انتهائه. وهو قد يبدأ منذ بداية الشهر، لكن العادة جرت على بدئه ليلة التاسع عشر منه. وبعض المساجد قد تتشدد واضعة جدولاً لمواقيت الطعام، ولا تسمح بالجزئي، وبعضها يترك الحرية للمعتكف.

وأضاف: "الاعتكاف يبدأ بعد صلاة العشاء، ويتواصل ليلاً ونهاراً، وعادة ما يشمل حلقات تجويد القرآن، ودروساً مع إمام وشيخ المسجد حتى صلاة العصر".

هذا وينأى السلفيون بأنفسهم عن مشاهدة المسلسلات والأفلام، فحافظ، مثلاً، يقصر مشاهداته على البرامج الإخبارية والكوميدية، وتوقف عن متابعة القنوات السلفية، "لتحولها إلى سياسية"، وفق تعبيره. مستطرداً: "شيوخها تخصصهم أكثر في العلم الشرعي، ويفتقدون القدرة على التحليل السياسي الواقعي".
السلفيون يكثرون من أعمال البر
ولا يختلف الحال كثيراً مع فاطمة محمد، خريجة كلية الآداب. التي تقول: "أنا من أسرة سلفية، ووالدي عضو في حزب النور، يومي لا يختلف كثيراً عن أي مسلمة، أصلي الفجر وأنام، أستيقظ مع صلاة الظهر، أساعد والدتي في أعمال المنزل وتحضير الطعام، أصلي العصر وأقرأ القرآن، جزءاً.. مثلاً. ومع قرب أذان المغرب أبدأ مع والدتي في تحضير الإفطار".

وتضيف: "نتاول التمر بالحليب، ونصلي المغرب ثم نفطر، بعدها أتوجه لصلاة العشاء والتراويح بالمسجد، حتى الساعة الحادية عشرة وبعدها نقوم إما بالتسوق أو بزيارة بعض الأقارب والجيران، وأعود عقب الزيارات لقراءة جزء من القرآن أو في كتاب ديني، حتى السحور ثم صلاة الفجر، فالنوم".

وتفضل فاطمة كما تقول صلاة العشاء بمسجد الجلاء، التابع للجمعية الشرعية، مضيفة أن هناك ثلاثة أيام تتلقى فيها دروساً في حفظ القرآن. وتشارك مع شقيقتها ووالدتها وعدة جارات في حلقة ذكر بالمنزل، ثلاثة أيام في الشهر، وتغلق الأسرة التلفزيون والكمبيوتر، وتحظر أي وسائل تلهيهم عن العبادة، ومعها زيارات صلة الرحم.

وينشط السلفيون في أعمال البر أكثر في رمضان، كما يقول خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، التي تتم عبر الجمعيات الخيرية السلفية، من تنظيم إفطارات جماعية للفقراء، وتوزيع ملابس مستعملة وبطاطين، وتوزيع كوبانات وجبات وشنط رمضانية، وأدوات وملابس مدرسية.

ويعتبر الدكتور يسري حماد، عضو الهيئة العليا لحزب النور، أن لرمضان "فرحته الخاصة لدى المسلم السلفي، فهو رحمة، واستراحة من مشاغل الحياة للتفرغ للعبادة"، شاكياً من صعوبة مواظبته على صلاة القيام والتهجد بعد إنشاء الحزب، والانشغال بالأمور السياسية، آملاً أن يكون ثواب العمل الاجتماعي مماثلاً لأجر التعبد.


 



خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google




قريبا