|
ندد اليمين في إسرائيل، بخطاب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عن النزاع مع الفلسطينيين، وبدأ يعد الأيام في انتظار تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامه، على أمل أن يسمح لهم بدفن فكرة إقامة دولة فلسطينية.
ازدادت حدة التوتر بين واشنطن وإسرائيل، أمس، بعد خطاب ألقاه كيري بعد أيام من مهاجمة مسؤولين إسرائيليين له وللرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، إثر امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما مكن المجلس من تبني القرار.
وبعد دقائق فقط من كلمة كيري، الذي عرض رؤية إدارة أوباما عن الشرق الأوسط، دان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطاب، وأكد أنه "منحاز ضد إسرائيل". وحمل بعنف على وزير الخارجية الأمريكي، ووصفه بأنه "مهووس" بقضية المستوطنات الإسرائيلية.
ودان الوزير الأمريكي بشدة البناء الاستيطاني في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين في خطابه، الأربعاء، محذرا من أن حل الدولتين بات في "خطر كبير".
لكن الجناح المتشدد في حكومة بنيامين نتنياهو، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، والمؤلف من صقور حزب الليكود، ووزراء حزب البيت اليهودي القومي المتطرف، اعتبر أن الأفكار التي طرحها كيري عفا عنها الزمن.
وقالت وزير الثقافة الإسرائيلية، ميري ريجيف من الجناح المتشدد في حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، على صفحتها في فيسبوك "وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اقترح عليك حماية واشنطن، القدس كانت عاصمة الدولة اليهودية منذ 3000 عام وستبقى كذلك لثلاثة آلاف عام مقبل وإلى الأبد".
وأعلن التيار اليميني المتشدد في إسرائيل، بوضوح أنه يعول على وصول ترامب، إلى البيت الأبيض لتحقيق خطته بضم الجزء الأكبر من الضفة الغربية.
ولطالما كانت هذه الفكرة تقتصر على محادثات داخلية في دوائر اليمين القومي الديني، لكنها اكتسبت زخما علنا مؤخرا، بينما يبدو استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أبعد من ذي قبل.
ويبدو موقف نتنياهو، عن حل الدولتين غامضا تماما، ما دفع العديد من المعلقين إلى التشكيك في مصداقيته. ويقول نتنياهو علنا أنه يواصل دعم فكرة حل الدولتين إلا أنه قال أيضا أن حكومته المؤلفة من ائتلاف من أحزاب دينية وقومية، هي أكثر حكومة داعمة للاستيطان في تاريخ الدولة العبرية.
ومن جهته، قال وزير التعليم نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي، اليوم، في مقابلة مع موقع "واي نت" الإلكتروني، أنه مع تولي ترامب مهام الرئاسة فـ"عهد الدولة الفلسطينية شارف على نهايته".
وانتقد بينيت تصريحات، كيري، واصفا أياها أنها "منفصلة تماما عن الواقع"، مشيرا إلى أنه مع مجيء ترامب فـ"سيتم إزالة فلسطين عن جدول الأعمال".
وقبيل خطاب كيري، أكد الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، أمس، في تغريدة على موقع "تويتر"، أنه "لا يمكننا الاستمرار بالسماح بمعاملة إسرائيل بازدراء تام، وعدم احترام، كان لديهم صديق كبير في الولايات المتحدة ولكن".
وأضاف في تغريدة أخرى "ليس بعد الآن.. بداية النهاية كانت الاتفاق الرهيب مع إيران والان هذا (الأمم المتحدة)! إسرائيل ابقي قوية، 20 من يناير يقترب بسرعة" في إشارة إلى موعد تسلمه رسميا مهام الرئاسة.
ورد نتنياهو، على ترامب في تغريدة شاكرا أياه على بادرته، وكتب "الرئيس المنتخب ترامب، شكرا لك على صداقتك الحارة ودعمك الواضح لإسرائيل!".
ورأى المعلقون الإسرائيليون، اليوم، أن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب تجنب حتى الان الخوض في موقفه عن المستوطنات الإسرائيلية.
وتبنى مجلس الأمن الدولي، غدا، قرارا يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان فورا بتأييد 14 من الدول الأعضاء وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، ما مكن المجلس من تبنيه.
وأوضح كيري، أن تبني القرار، "كان يهدف إلى الحفاظ على حل الدولتين".
وتعقيبا على هذا الخطاب، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاستعداد لاستئناف مفاوضات السلام، إذا أوقفت الحكومة الإسرائيلية الأنشطة الاستيطانية.
وقال في بيان، "في حال وافقت الحكومة الإسرائيلية على وقف النشاطات الاستيطانية، وبما يشمل القدس الشرقية، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشكل متبادل، فإن القيادة الفلسطينية على استعداد لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي ضمن سقف زمني محدد وعلى أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة".
ويعتبر المجتمع الدولي جميع المستوطنات غير قانونية، سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أم لا، وأنها تشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق السلام.
|
|
|